محتويات المقال
تأسيس الجامع الأزهر
اليوم بمشيئة الله تعالي سيحتفل الأزهر الشريف اليوم، يوم الأحد، بالذكرى الـ1084 لتأسيس الجامع الأزهر، وهذا يوافق اليوم السابع من شهر رمضان كل عام، وسيكون الاحتفال بحضور عدد من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.
تشمل الاحتفالية مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة على مدار اليوم، بهدف تسليط الضوء على تاريخ الجامع الأزهر، وأقسامه العلمية والتعليمية المختلفة، وشخصياته البارزة وعلمائه، ومواقف الأزهر تجاه قضايا الأمة القديمة والحديثة، وعروض أفلام وثائقية حول الأزهر وتاريخه، وفي نهاية اليوم يقيم الجامع وليمة جماعية للمصلين.
تضمنت كلمة وكيل الأزهر الشريف فضيلة الدكتور محمد الضويني، وعضو هيئة كبار العلماء فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داوود، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، والأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور عباس شومان، والمشرف على الأروقة الأزهرية الدكتور عبد المنعم فؤاد.
قرر المجلس الأعلى للأزهر برئاسة شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في مايو 2018، تحديد السابع من رمضان من كل عام كيوم للاحتفال بتأسيس الجامع الأزهر في عام 361 هـ.
تاريخ الجامع الأزهر
تأسس الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي الذي كان قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى عام 359 هجريًا مما يعادل 4 أبريل 970 ميلاديًا، أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة. استغرق بناء الجامع ما يقرب من 27 شهرًا، وافتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان عام 361 هجريًا الموافق 21 يونيو 972 ميلاديًا.
تحول إلى جامعة علمية وأطلق عليه اسم الجامع الأزهر، والذي يعود اسمه إلى السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد وزوجة الإمام علي بن أبي طالب.
تطور الجامع الأزهر عبر العصور
بعد اختفاء دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثالث من محرم 567 هجريًا، توقفت صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وتأسست عدة مدارس سُنيَّة لتحل محلها وتنافسها في المجال العلمي من أجل القضاء على المذهب الشيعي في مصر. بفضل هذه الخطوة، تمكن صلاح الدين من إعادة النشاط والحيوية للمذهب السُني في مصر واتخذت علاقة الجامع الأزهر مع المذهب الشيعي منحى جديدًا.
شهد الجامع الأزهر تغييراً كبيراً خلال فترة الحكم المملوكي، حيث تم إعادة صلاة الجمعة فيه في عام 665 هـ، وسرعان ما قامت السلاطين المماليك بإعادة الجامع الأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط وفقاً للمذاهب السنية الأربعة.
في هذا العصر، تمكن الجامع الأزهر من أن يكون القائد في القضايا الدينية والعلمية، وأصبح المركز الرئيسي للدراسات السنية في مصر والعالم الإسلامي، خاصة بعد سقوط بغداد في الشرق وتفكك الحكم الإسلامي في الأندلس وشمال إفريقيا. وبهذا، أصبحت الآمال الإسلامية تتركز حوله، حيث أدى واجبه الديني والعلمي بنجاح كبير، مما جعله المقصد الرئيسي لطلبة العلم من مختلف الأماكن، وأصبح مكانًا يُسعى إليه من قبل علماء العالم الإسلامي في كل مكان.
زادت تنوع العلوم التي كانت تُدرس في الجامع الأزهر في تلك الحقبة، حيث شملت دراسة مختلف فروع العلوم العقدية والشرعية والعربية والعقلية، بالإضافة إلى علوم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من التخصصات. وتم إنشاء ثلاث مدارس جديدة وضمها للجامع الأزهر، وهي المدارس الطيبرسية والآقبغاوية والجوهرية، وتم تنظيم الدروس فيها بشكل يُسهم في إثراء النشاط العلمي في الجامع الأزهر. ومن أبرز ما يميز الجامع الأزهر في ذلك العصر هو إنشاء مساكن للطلبة المصريين والأجانب، التي أصبحت تعرف بـ”الأروقة”.
التعليقات